عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-05, 12:51 AM   #2
ملك بكبريائي...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية ملك بكبريائي

مكان الإقامه :  بعالم كله خيـــــــــانه000
غير متصل
افتراضي

ما أسباب الوساوس؟

أقررنا بأن هناك مصدرين من الوساوس النفسية والغيبية؛ فالغيبية هي من أناس آخرين أو من قوى خفية (الشياطين)؛ فالنوع الثاني مصدره الطاقة السلبية.

العوامل البيولوجية:

1 - يرى بعض الأطباء النفسانيين أن ذلك سببه قد يكون من خلل في الوصلات العصبية في العقل Neurotransmitters يكون سببه خلل وظيفة السيروتونين. ولذا فإن الدراسات الطبية تشير إلى أن الأدوية التي تنظم وظيفة السيروتونينSerotonin في العقل نتائجها أقوى من تلك التي تؤثر في وظائف أخرى في نظام الوصلات العصبية. إلا أن كثيراً من الباحثين ينكرون علاقة السيروتونين في الوساوس.

2 - يرى بعض المختصين أن السبب نشاط متزايد في بعض أماكن في المخ بالذات مقدمة الرأس وضيق في بعض شرايين المخ.

3 - يرى البعض أن للعامل الوراثي الجيني أثراً. الإحصائيات تقول إن 35% من المصابين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالوساوس القهرية، غير أن هذه الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار أثر البرمجة والتربية أي الأثر الاجتماعي منذ الصغر على هؤلاء.

4 - أسباب بيولوجية أخرى.

العوامل السلوكية:

في نظر المدرسة السلوكية فإن الوساوس القهرية استجابة للشرطية، أي أنها مبرمجة بسلوكيات معينة. فالفكرة التسلطية مربوطة بمواقف أو أفكار أو أعمال معينة متى ما شوهدت أو استشعرت أو سمعت جاءت الأفكار التي ترفع من مستوى القلق أو المخاوف لدى الإنسان. أما الأعمال القهرية فهي مثل ردة فعل أو عمل لتخفيف حدة القلق الموجودة. فالنظرية السلوكية تقول إن هذا السلوك متعلم؛ فالشخص تعلم أن يجلب الفكرة التسلطية برابط في مواقف أو أفكار معينة ثم تعلم أن تخففها بأعمال قهرية متكررة.

العوامل السيكولوجية:

1 - ميزات الشخصية: هناك فرق بين الوساوس القهرية وبين الشخصية الوسوسية القهرية. الشخصية الموسوسة لها ميزات معينة واضحة يعالج المختص فيها الشخصية، أما الوساوس فقد تعتري شخصاً عادياً جداً فيعالج المعالج فيها السلوكيات أو الأفكار.

2- السيكودايناميك: لدى سيغموند فرويد ما يسمى آليات الدفاع السيكولوجية، يسلكها الناس كوسائل دفاعية

a. العزلة Isolation : وهي من آليات الدفاع التي قد يسلكها البعض للهروب من مواجهة الضغوط والقلق. إذا نجحت هذه الخطة فإن الشخص يكون أنشأ، مثلاً، وساوس قهرية للهروب من مشاعر أو أفكار معينة، فصار الآن ينشغل في آثار هذا الفعل متجاهلاً المشكلة أو الفكرة الأصلية، مثل أن تكون بنت تغتسل مرات ومرات في اليوم الواحد ويكون هذا التصرف في العمق تعبير عن عدم شعورها بالطهارة نظراً لتعرضها لحالة اغتصاب عنيفة لم تخبر عنها أحداً، فتهرب من هذه المشاعر بإنشاء هذه المشكلة وتنشغل بآثارها.

b. عدم العمل :Undoingوهي خط دفاع ثان يسلكه البعض حين تنفك العزلة لسبب أو لآخر فيهرب الشخص من معايشة الموقف الحقيقي فيستبدل آلية العزلة بآلية عدم الفعل وذلك لمواجهة هذه القلق الموجود بعد فشل آلية العزلة في احتوائه.

c. ردة الفعل المؤسسة : Reaction Formation وهذه أيضاً من الآليات المشهورة في مواجهة الضغوط، وتعني أن الشخص بعد فشل مواجهة الضغوط والقلق تنشأ عنده آلية الضد من المواجهة والمعاكسة؛ فشخص مثلاً يحب الغزل والبنات قد ينشأ عنده كره ظاهري للجنس الثاني ومعاداة في لهجته حتى يتجنب الوقوع في الخطأ غير أن خلف سلوكه الظاهري هذا حب شديد يتجنبه بهذا السلوك الدفاعي. مثل كثرة التدين فيمن يعاني من ذنب يشعر فيه بالتأنيب، فينشأ عنده وساوس تجاه الله أو اسم الجلالة أو شتم الدين .. الخ.

3- عوامل سيكوداينميكية أخرى: هناك عوامل أخرى تطرحها المدرسة التحليلية الفرويدية قد تكون أصبحت أقل واقعية في التحليل اليوم.

4- الأفكار والقناعات: يرى بعض المختصين بالذات المدرسة الإدراكية (المعرفية) أن الفكرة هي منشأ المشكلة. فالشخص لو ضبط أفكاره بالطريقة المثالية الصحيحة وواجه مشاعره التي قد تكون أخفيت مع الزمن وغيرت من قناعاته فسوف لن يكون هناك داع للوساوس. ففكرة مثلاً أن الشخص لا يشعر بأنه كبر في صلاته فيكبر مرات تناقش شرعاً من أنه لا يجوز أصلا إعادة التكبير وتناقش فكرة العواقب التي هي دائماً خوف الشخص الذي يعاني من الوساوس، فأنا عندما لا أصلي بطريقة صحيحة لا تقبل صلاتي وعندما لا تقبل صلاتي أذهب إلى النار! إذا كان وضوئي غير جيد فإن صلاتي غير مقبولة وإذا كانت صلاتي غير مقبولة فالله لن يرضى عني وهذا يساوي النار!، إذا كانت يدي أو الملابس أو السجاد فيها وساخة وبكتيريا وجراثيم فقد ينتقل إلى أفراد أسرتي المرض وهذا يعني المرض والمرض يعني الموت! وقس على ذلك، فالنهايات والعواقب دائماً وخيمة. مناقشة الفكرة من حيث نسف هذه الاحتماليات المظلمة وتهوين العواقب؛ فالنظافة والوساخة موجودة في كل وقت، وليس هناك شيء تقريباً يخلو من الجراثيم والبكتيريا ثم إن البكتيريا لها دور فعال في حفظ أمور كثيرة .

5- عوامل باراسيكولوجية: وهي بسبب تأثيرات غير مرئية ويمكن اختبارها مباشرة، كالوساوس التي تأتي من الشياطين ومن أفكار أناس آخرين.

كيف أشخّص الوساوس القهرية؟


في الثمانينيات كانت الوساوس القهرية بالنسبة للطب النفسي غير شائعة ونادراً ما كانت تأتي بنتيجة لعلاجها. الآن تعد الوساوس القهرية من الأمراض المنتشرة التي تستجيب جيداً للعلاج.

يقال إن التشخيص نصف العلاج. تصور لو أن شخصاً يعاني من وساوس قهرية بسبب من الأسباب النفسية مثلاً وصار يعالج الوساوس بالرقية المكثفة فإن ذلك قد يزيد من وساوسه ولا ينقصها. إن التشخيص مثل تحديد المدينة للمسافر؛ فالشخص الذي يكون في الرياض ويود السفر إلى الدمام متوجهاً إلى طريق جدة كلما استمر في السفر كلما ابتعد أكثر من هدفه! لو شخص ما يريد وشخص الطريق وحدده فسوف يوفر الكثير من الوقت، وفي القواعد الإدارية الذهبية أنه من الوقت إضاعة بعض الوقت، مثل التخطيط والاجتماعات التي تضيع الأوقات الكثيرة عن الانتاج غير أنه بها تنضبط الأمور ويتوفر الكثير من الوقت على الطريق. ومثل التشخيص كذلك؛ فهو يأخذ وقتاً لكنه يوفر العمل، لذا فإنك تحتاج أن تشخص بطريقة صحيحة قبل البدء بأي عمل.

إن التشخيص الدقيق للوساوس التسلطية والأفعال القهرية وفق تعريف DSM-IV المعتمد لدى النفسانيين مع بعض التصرف كالتالي:

الوساوس تعرف وفق التالي:

1 - أفكار أو صور أو مشاعر متكررة ومتسلطة تأتي في وقت اضطراب وبدون أذن وهي غير منطقية وتسبب بذلك قلقاً.

2 - الأفكار أو المشاعر أو الصور ليست قلقاً مكثفاً عن مشاكل الحياة اليومية الحقيقية.

3 - الشخص يحاول تجنب هذه الأفكار أو الصور أو المشاعر أو تجاهلها من خلال التفكير في أمور أخرى.

4- الشخص يدرك أن هذه الأفكار أو الصور أو المشاعر نتاج فكره هو

الأفعال القهرية تعرف وفق التالي:

1- سلوك متكرر (مثل غسل اليدين، الوضوء، التكبير، التأكد) أو عمل فكري (مثل الدعاء، العد، تكرير كلمات بصمت) والتي يشعر الشخص بأنه لابد أن يفعلها كردة فعل للوساوس أو وفق قوانين معينة وبصلابة عنده.

2- السلوكيات أو الأعمال الفكرية مقصودة لمنع حادثة أو حوادث من الحصول، أو لتخفيف القلق، لكن هذه السلوكيات أو الأعمال إما أنها تكون غير واقعية في مواجهة فكرة الوساوس أو أنها مكثفة وغير طبيعية.

أمور يجب أن ترافق تشخيص الوسواس القهري..

1- يدرك الشخص ولو في فترة من فترة معاناته أن هذه السلوكيات أو الوساوس غير منطقية أو زائدة عن الحد المعقول.

2- هذه الوساوس التسلطية أو الأفعال القهرية تستهلك الكثير من الوقت (أكثر من ساعة في اليوم) أو أنها تصطدم مع روتين الحياة اليومية الاجتماعية أو الوظيفية أو الأسرية للشخص.

3- الاضطراب الحاصل ليس له علاقة مباشرة مع الإدمان (مثل المخدرات أو الأدوية) أو حالة طبية أخرى.

بهذه التعريفات الدقيقة يستنثى مرض الوساوس من غيره؛ فلو أن شخصاًُ مثلاً لا يدرك وساوسه فقد يحتاج لتشخيص طبيب أو استشاري متخصص فقد يكون لديه فصام أو مرض عقلي آخر، أو لو كان مثلاً يتناول أدوية أو مخدرات فقد يكون بسبب الآثار الجانبية للإدمان

هل ممكن أن يصاب الشخص بالوساوس دون الأفعال القهرية؟

افتراضياً ممكن. بعض الدراسات تشير إلى أن 75% تقريباً من المصابين ينشأون أيضاً أفعالاً قهرية، بينما يرى آخرون أنهم 100%. وقد يكون في حالات قليلة جداً وجود وساوس تسلطية دون أفعال قهرية، لكنها قليلة جداً. فالمرأة، مثلاً، التي توسوس من أنها قد تسقط طفلها من يديها تنشأ مثلاً دعاء متكرراً كلما وردت الفكرة لها. فحتى هذه المسألة تعتبر فعلاً قهرياً. مثلها مثل من يقرأ سورة البقرة كل يوم فهذا هوس ووراء ذلك اعتقاد، فالأولى شرعاً أن يقرأ الإنسان كل القرآن ويتم حتى يختمه، لكن قراءة البقرة فعل قهري يفعله الشخص خوفاً من فكرة دخول الشياطين مثلاً، وهكذا
  رد مع اقتباس