الموضوع: الحب الاعمى
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-08, 01:31 AM   #1
الضاوي...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية الضاوي
افتراضي الحب الاعمى

فى قديم الزمان





‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد





‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً





‏وتشعر بالملل الشديد





‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية





‏اقترح ‏الأبداع ‏لعبة ( أسماها الأستغماية ) اللي احنا عندنا اسمها الغمّيمه





‏أحب الجميع ‏الفكرة





والكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا ‏أن أبدأ





‏الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد





‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الأختفاء





‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ





‏واحد , اثنين , ثلاثة





‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالأختباء





‏وجدت ‏الرقه ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر





‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة





‏دلف ‏الولع ‏بين الغيوم





‏ومضى ‏الشوق ‏الى باطن الأرض





‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة





ثم ‏توجه لقعر البحيرة





واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون





خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها





ماعدا ‏الحب





كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي





‏وهذا غير مفاجيء ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏اخفاء الحب





‏تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون





‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى :- المائة





‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها





‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم





‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه





‏ثم ظهرت ‏الرقّه ‏المختفية في القمر





‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس





‏واشار الجنون على ‏الشوق ‏ان يرجع من باطن الأرض





الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر





‏ماعدا ‏الحب





‏كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب



واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون



قال :- ‏الحب ‏مختفاً بين شجيرة الورد





إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش





‏ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب





‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه





‏صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟





لقد افقدتك بصرك




‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟





‏أجابه ‏الحب :- ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي





( كن دليلي )





وهذا ماحصل من يومها





يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون

  رد مع اقتباس