عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-09, 02:15 PM   #1
أكبر من الشوق فيني
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية أكبر من الشوق فيني
Unhappy بعدها مافي بليلة..

بليلة ... بليلة
تحركت اذناي عند سماع ذلك الصوت
مألوف
ليس بـ غريب
يا الهي
التفتت من منظر صخور البحر الهائجة الى ذلك البائع
و ارتجفت ... ذكريات ... الماضي
الماضي
الماضي
أخذت انظر الى البائع ... بنظرة تحمل الدموع
يداي ترتجف ... قلبي يخفق بعنف
اقتربت من البائع اجر قدماي جراً
"عم محمد"
نظر الي الرجل العجوز ... بـ وجهه المتغضن
"اتعرفني يا ولدي؟"
أخذت دموعي تظهر على وجهي
"عم محمد ... أنا هاشم ... اللذي كان يشتري منك البليلة"
"هاشم ... كم مضى من زمن طويل ... كم كبرت يا هاشم ... أصبحت رجلاً الآن"
"كم اشتقت اليك يا عمي ... و كم اشتقت لـ أكلتنا الشعبية المحببة"
"و لكن ... أين اللتي كانت معك يا هاشم ؟ ... أين هي؟"
و هنا ... لم يستطع كتمان تلك الدموع
و أخيراً ... فرت

"هاشم ... لـ نشتري البليلة"
كان هاشم لا يملك سوى مصروفه اليومي المحدود
كان لا يملك الا أكل يومه بالكاد
و لكن نظرة منه الى ذلك الوجه الجميل الباسم
جعلته يذهب الى ذلك البائع
"يا عم ... أعطني البليلة من فضلك"
و أخذت تأكل هي ...وهو ينظر اليها ... ثم سألت
"لماذا لم تشتري لـ نفسك يا هاشم"
أخذ هاشم ينظر لها بكل حب ... و قال
"كلي أنتي ... حتى أنا اشبع"
"لالا ... سـ نأكل معاً ... من نفس الصحن و نفس الملعقة"
"حسناً ... و كلما نأتي هنا ... سـ نشتري البليلة"
نظر اليها ... و كأنما ينظر الى هدية ساقها ربه اليه
و اكلا معاً ... من تلك البليلة
معاً

كان العشق يملأ محياهما حتى الجنون
كان الحب فيهم بـ أسمى معاني الفنون
كان بينهم اكبر من مجرد النظرة و الفتون
كان ... كان الحب ... بكل معانيه السامية و الدفئ الحنون
ياللـ الأيام ... ياللـ الأيام
كان يقتصد من مصروفه حتى يأكلا معاً تلك البليلة
و اليوم ... معه من المال الكثير
و ليست معه
ياللـ وحشة ... ياللـ غربة
أين انتي الآن ... حتى نأكل منها
من تلك البليلة

"هاشم ... مالك تبكي؟"
نظر هاشم الى البائع و كأنما يفيق من ذلك الحلم
ثم وضع يده في محفظته و أخرج المال ووضعها في يد البائع
"و لكني لا املك كل هذا القدر من البليلة يا ولدي"
"لا أريد البليلة يا عمي ... فـ بعدها ... لن آكل البليلة"
نعم
لم يأكل البيلية
و لن يأكلها
الا معها


  رد مع اقتباس