عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-05, 03:24 AM   #1
ذوق...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية ذوق
Unhappy تعالوا نعترف لقد ضيّعنا أنفسنا

اللهمّ صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

تعالوا نعترف لقد ضيعنا أنفسنا


فترة طويلة امتدّت من القرن التاسع عشر ، وحتى القرن الواحد والعشرين

عشنا في أحلام ، واجترار أمجاد الماضي ، بعد التوقف عن مواصلة

المسيرة......

خلال تلك الفترة ، كنا نعتبر أنفسنا أبطالاً ، بينما نتحوّل الى أقزام.....

وكنا نعتبر أنفسنا علماء نفهم في كل شيء يرتبط بالحياة ، بينما كنا

نسقط في وحول الجهل.....

وكنا نعتبر حياتنا أحسن حياة يعيشها شعب بينما كنا نعيش في الجحيم...

كل ذلك كان بفعل انعدام الرؤية.....

لقد كانت انطلاقة الإسلام قويّة جداً فجرت فينا طاقات مكبوتة ، وحوّلتنا الى

حملة المشاعل الحضاريّة ، ولكن بمرور الزمن ، انطفأت المشاعل ، واستسلمنا للكسل ، في الوقت الذي كان تلاميذنا يحثون السير ، ويحملون

مشاعل الحضارة الى بلادهم.

وعندما استيقضنا رأينا الطائرات ، والقاطرات والمصانع والمعامل تملأ

بلادنا................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وفجأة اكتشفنا الزيف الذي كنا نعيش فيه ... اكتشفنا حياة أفضل بكثير من حياتنا..... وكتشفنا تقدماً علمياً في كل مجال عند غيرنا ، وتخلفاً مشيناً عندنا في كل مجال أيضاً.....

واكتشفنا أنّ احجامنا صغيرة جداً ، وإننا ضعفاء جداً ، وإننا أغبياء جداً ...

وأمام هول المفاجأة : ضيّعنا الطريق .. تماماً كما تفعل ( أم ) تفقد ولدها

الشاب فجأة .. ما الذي تفعل هذه الأم ؟

تارة تبكي .. وتصيح..وتلعن الزمان وتارة تجتر أمجاد ولدها الفقيد ،

وتجلس للتحدث عن شهامته ، وشجاعته وطريقته في الحياة...

وتارة تحاول أن تنساه ، بأن تتقمص شخصية امرأة لم يولد لها ولد أصلاّ.

وتارة تقاوم المأساة في داخلها ، لتنطلق في البحث عماّ تجد فيه العزاء...

هكذا فعلنا نحن ، كأمّة فقدت مركزها العظيم ذات يوم......!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بعضنا بكى على الماضي ، وجلس على قارعة الطريق يتحدث عما كنا

عليه أيام زمان ، وكيف أن الناس كانوا جميعاً طيبين ، وأنّ الفقير يجد

المواساة ، والغني كان يتبارى في مساعدة المحتاجين....الخ.

وبعضنا لعن الزمان ، والأرض ، والسماء ، واعتبر كل شيء منتهياً...

وبعضنا حاول أن ينسى الماضي ، ويعتبر نفسه نبتة تخرج رأسها من بين

الرمال ، وليس له ماض ولا تاريخ ( ولا هم يحزنون ).......


من هنا نجد أننا كمجتمعات لا نعرف أنفسنا ، وطاقاتنا ، وموقعنا ، ومواردنا

من نحن ؟

أين نحن ؟

ماهي إمكاناتنا ؟

ماهي أهدافنا ؟

ماذا نقدم للعالم ؟

ماذا نريد من العالم ؟

قد نعرف الإجابة على ذلك كأفراد ، ولكن كأمّة ؟ لا لا لا


  رد مع اقتباس