مشاهدة النسخة كاملة : الموت... كيف نفسّره لأطفالنا؟


الماسهے حساسهے
06-17-09, 05:39 PM
هل يجب التكلّم عن الموت مع الأطفال أم التزام الصمت؟ حتى الصغار يستطيعون فهم الأمور الخطيرة في الحياة. المهمّ هو إيجاد الكلمات المناسبة لشرحها.

1 - في أيّ سنّ يمكننا إخبار الطفل عن الموت؟

قبل سن الثالثة، لا فائدة من التطرّق إلى الموضوع، لا سيّما إذا لم يسأل الطفل عن الأمر. أما إذا تأثر بنفوق حيوانه الأليف مثلاً، فينبغي الإجابة عن أسئلته ببساطة: «صحيح، الحيوان لم يعد يتحرّك أو يشعر بشيء، ولا يحسّ بالألم، لم يعد يستطيع الاستمتاع بوقته. لقد مات». إذا سألكِ: «هل يمكن أن يحصل ذلك معي؟»، يمكنكِ أن تجيبه بما يلي: «نعم، قد يحصل ذلك معك، لكن بعد وقت طويل جداً، حين تصبح عجوزاً أكثر مني».

بين سن الثالثة والسادسة، يزيد فضول الطفل. بالتالي، يجب اعتماد المنطق لتفسير الأحداث التي يمكن أن تؤثّر فيه: اختفاء هرّه، وفاة جدّه، حدث مؤلم في فيلم للأطفال (موت الأم في فيلم «بامبي» مثلاً). من الأسهل دائماً تخطّي أيّ نبأ سيئ إذا ترافق إعلان الخبر مع كلمات صادقة ومطمئنة ومع كثير من الدلال والملاطفة.

2 - كيف يمكن إعلامه بوفاة أحد الأقارب؟

تكلّمي معه في جوّ هادئ، على انفراد، بعد أن تسيطري على تأثّرك بالحدث. استعملي كلمات بسيطة، وافصحي عن الحقيقة تدريجياً عبر الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها عليك، لكن احرصي على تكييف كلماتك مع مستوى فهمه. من المهمّ أيضاً أن تخبريه بحزنك وتأثّرك، بدل ادّعاء اللامبالاة وقول: «هكذا هي الحياة!». وأن تذكري كلمة «موت». يجب أن يدرك الطفل أنه لن يرى هذا الشخص مجدداً. اعلمي أنّ جميع الأطفال لا يأخذون الجانب الدرامي من الموت (إذ لديهم تصوّراتهم الخاصّة عن الموضوع): بالنسبة إليهم، لا يعني اختفاء البطل نهاية العالم بالضرورة.

3 - يريد معرفة ما يحصل بعد الموت...

إذا كان يشعر بالقلق من ذلك، استعملي كلمات صادقة يمكنه تقبّلها من دون الاستفاضة في تفسيرها ودفعه إلى التشكيك بكلامك. أخبريه أنّ من يموت، يوضَع في تابوت ثم يُدفن تحت الأرض. بعدها يصبح تراباً وقد يتحوّل إلى نبتة جميلة أو زهرة صغيرة... يجب أن تفسّري له هذا الكلام بطريقة لطيفة وشاعريّة، لكن صادقة. يمكنكِ أيضاً إضافة كلمات نابعة من القلب مثل: «لن ننسى أباك أبداً، ستبقى ذكراه محفورة في ذاكرتنا، يمكننا أن نتذكّر مواقف مضحكة معه...».

كذلك، يمكنكِ إخباره بأنّ الشخص المتوفّى سيقابل الله والأشخاص الذين يحبّهم. لا تعطي تفسيرات مبهمة مثل «صعد إلى السماء»، «انطفأت حياته»، «اختفى من الوجود»، «سينام لوقتٍ طويل»، «مات لكنه لا يزال معنا»... إنها عبارات غامضة بالنسبة إلى الطفل وقد يفهمها حرفياً.

4 - فكرة أن أمه قد تموت مصدر قلق له...

حين يفهم الطفل أنّ الموت جزء من الحياة، بين سن السادسة والثامنة عموماً، يربط هذا الاكتشاف مع الخوف من أن يهجره أحبابه، إذ يشكّل الموت أقصى أشكال الهجران. إذا كان متأثراً جداً بفكرة أنكِ قد تتركينه، يعني ذلك أنّه يخاف من فكرة البقاء وحيداً، لا من الموت بحدّ ذاته. فهو يشعر بأنه لا يزال أضعف من أن يواجه الحياة من دونكِ ومن دون دعمك وحبّك.

إذا سألك عن الأمر بقلق، أجيبيه مازحةً: «لا أرغب أبداً في الموت. نحن لا نموت قبل سن الشيخوخة عموماً. هل أبدو لك عجوزاً؟ لا؟ لا داعي للقلق إذاً...» لكن لا تنسي في الوقت نفسه أن تأخذي انزعاجه بالاعتبار. إذا طالت فترة قلقه من الموضوع، يكون بحاجة إلى حضورك الدائم معه وإلى انتباهك... قد يخفي هذا القلق من الموت غضباً مبطّناً لشعوره بأن لا أحد يسمعه أو يهتمّ لأمره.

5 - هل يمكن اصطحابه إلى المدفن؟

لا تجبريه على الذهاب معكِ إذا لم يكن يريد حضور المأتم الديني ومراسم الدفن. يحقّ له حماية نفسه. لا تخلطي بين عدم الحضور واللامبالاة. في المقابل، إذا أصرّ على المشاركة في مراسم دفن شخص يحبّه، نبّهيه قبل الذهاب الى أنّ الجوّ سيكون حزيناً وصعباً جداً. إذا كان عمره يقلّ عن الست سنوات، اقترحي عليه أن يحضر الدفن لفترة وجيزة، ثم يعود إلى المنزل. بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنّاً، من المهمّ أن يحضروا. سيكون الرفض أسوء من حضورهم المأتم، فسيشعرون بأنهم مهمّشون.

تفادي الأمور التالية:

• المبالغة في تفسير الأمور الماورائية المعقّدة التي قد تشعره بالضياع.

• التطرّق إلى الأسئلة التي لم يطرحها بعد.

• الشعور بالصدمة إذا تأثّر بنفوق هرّته أو سمكته أكثر ممّا تأثّر بوفاة عمّه مثلاً.

• إخباره بأن جدّته المتوفّاة لا تزال في المستشفى أو أنها سافرت لوقتٍ طويل. هكذا، يصبح انزعاجه بلا نهاية.

SilEnT mAre
07-02-09, 09:45 PM
موضوع مفيـد ومهم

الله يعطيك العافية على اختيارك الطيب ..

أتمنى مواصلة الطرح والعطآء ..


وديـ لكـ ..