ملكة بإحساسي
10-27-05, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ حوالى عامين, وفى نفس هذا الوقت من العام تقريبا,كنت انا وبعض الاصدقاء نمتطى السيارة نلهو بها,ثم قال لنا صاحب السيارة احمد انزلوا من السيارة,وسوف اريكم الان مناورة رائعة بالسيارة , فنزلنا ثم وهو يريد ان يسير فى الاتجاه المعاكس, اذ بسيارة نقل كبيرة(لورى)مسرعة ترتطم به, فانقلبت السيارة به عدة مرات على مرأى ومسمع منا,ثم احترقت السيارة وهو بداخلها , كل هذا لم يأخذ من الزمن سوى ثوانى معدودة,لم نجد الوقت للتفكير او حتى للمراقبة ,والتغيير
كان الامر اسرع من ان نغير اى شىء,كان كابوس مزعج,لم نصدق انفسنا,لم نصدق ان ما حدث حقيقى ,حتى عندما اخرجوه من السيارة قطعا محترقة لم اصدق,حتى عندما صلوا عليه لم اصدق,حتى عندما دفنوه لم اصدق,لقد مات احمد الذى كان ينبض بالحياة منذ بضع ثوانى,مات الشاب الوسيم,الطالب بكلية الطب,مات امام اعيننا ولم نستطع ان نغير شيئا
ومن له ان يغير شيئا..اذا قضى الله امرا؟من ذا الذى يستطيع ان يغير قدر الله؟ حتى نحن اصدقائه,ولا اهله,ولا احد من احبائه يستطيع ان يصد الموت,لقد باغته الموت,وقبض روحه على حين غفلة.اصبنا بالذهول فترة طويلة,انتابتى حالة بكاء مريرة طويلة,شعرت بخوف شديد من اموت انا ايضا على هذة الغفلة التى كنا فيها,لم نكن فجارا,ولا فساقا,ولم نرتكب كبائر الا نادرا,ولكنا كنا غافلين,مثلنا كمثل اغلب الشباب الان,غافلين عن كل شىء
كان موته عبرة لنا,فلقد التزم اكثرنا بعد موته,وبدأنا نشعر ان الموت ليس منا ببعيد,وانه ليس الكبار فقط هم الذين يموتون كما كنا نظن,لقد كان موته رسالة من الله لنا,ان افيقوا...ان احذروا..ان اعتبروا
وكان هذا من رحمة الله بنا,ان ارسل الينا رسالة تحذير,وانى لارجو الله ان تكون كل اعمال من التزم بسبب هذا الموقف فى ميزانه -رحمه الله- وابدله دارا خيرا من داره,وغفر له ما كان منه من تفريط فى حق الله
ولكنى اريد ان اخاطبك ايها العاصى,ايها الغافل..ماذا تنتظر لكى تتوب؟ متى سترجع الى الله؟ لماذا انت قاسى قلبك؟
اتنتظر ان يحدث فى حياتك موقفا يغير مجراها ,وتتوب من بعده؟ من ادراك ان الله سوف يمهلك؟؟
لعل الله يقبض روحك الان..فلا تدرى نفس متى تموت..فلماذا انت مصرا على المعصية؟اتحب ان تلقى الله بمعصيتك؟
العمر لحظة,الحياة سريعة...لا تنتظر حتى تغرق فى دوامة الحياة,ثم فجأة تجد نفسك فى القبر وحدك ,دون مالك واهلك دون جاهك وسلطانك,تلهث وراء الدنيا تجمع المال لا تبالى امن حلال امن حرام,تتركه كله وتحاسب عنه كله
فما من يوم ينشق فجره الا وينادى القبر بلسان فصيح ويقول(يا ابن ادم انا بيت الوحشة,انا بيت الظلمة,انا بيت الدود..هذا ما اعددت لك فماذا اعددت لى؟)فماذا اعددت ليوم مماتك؟..يا غافلا فى شهواتك؟
لن ينفعك احد,ولن يجيرك احد..لن ينفعك الا عملك الصالح ..يقول الله جل تعالى فى الحديث القدسى (يا ابن آدم على الاعناق حملوك,وفى التراب وضعوك,ولو بقوا معك ما نفعوك,فأنا الملك اين الملوك؟) اما آن لك ان تفيق الان؟
هيا اسرع ,وبادر,وتب,ابكى,فان الله غفور رحيم,وان انين المذنبين احب الى الله من تسبيح المسبحين
كن مستعدا للموت,بل كن فى انتظاره كما كان السلف الصالح,لا تجعله يباغتك وانت فى غفلتك,تب قبل ان تلقى ربك فتبكى بكاء الحسير النادم,ولكن وقتها لن ينفعك بكائك,فهيا اغتنم دنياك لاخرتك وخذ منها ما يكفيك من الزاد حتى تصل الى الله,كن فى الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل,يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها)لا تسكن الى الدنيا ولا تطمأن اليها,فان الدنيا دار ممر,الاخرة دار مستقر,الدنيا دنيئة لا تساوى عند الله جناح بعوضة و لو كانت ذو قيمة عند الله لما اسقى الكافر منها شربة ماء,يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة,ملعون ما فيها,الا ذكر الله,وما والاه,وعالم ,او متعلم)فلا تغتر ,وتفتن بها
وافق يا اخى فمهما عشت فسوف تموت فهلا استعددت ليوم المعاد
اسألكم الدعاء لاحمد,لعل الله يقبل دعائنا ويغفر له ويتقبله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
م.ل
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان
ولا تنسوني في دعائكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ حوالى عامين, وفى نفس هذا الوقت من العام تقريبا,كنت انا وبعض الاصدقاء نمتطى السيارة نلهو بها,ثم قال لنا صاحب السيارة احمد انزلوا من السيارة,وسوف اريكم الان مناورة رائعة بالسيارة , فنزلنا ثم وهو يريد ان يسير فى الاتجاه المعاكس, اذ بسيارة نقل كبيرة(لورى)مسرعة ترتطم به, فانقلبت السيارة به عدة مرات على مرأى ومسمع منا,ثم احترقت السيارة وهو بداخلها , كل هذا لم يأخذ من الزمن سوى ثوانى معدودة,لم نجد الوقت للتفكير او حتى للمراقبة ,والتغيير
كان الامر اسرع من ان نغير اى شىء,كان كابوس مزعج,لم نصدق انفسنا,لم نصدق ان ما حدث حقيقى ,حتى عندما اخرجوه من السيارة قطعا محترقة لم اصدق,حتى عندما صلوا عليه لم اصدق,حتى عندما دفنوه لم اصدق,لقد مات احمد الذى كان ينبض بالحياة منذ بضع ثوانى,مات الشاب الوسيم,الطالب بكلية الطب,مات امام اعيننا ولم نستطع ان نغير شيئا
ومن له ان يغير شيئا..اذا قضى الله امرا؟من ذا الذى يستطيع ان يغير قدر الله؟ حتى نحن اصدقائه,ولا اهله,ولا احد من احبائه يستطيع ان يصد الموت,لقد باغته الموت,وقبض روحه على حين غفلة.اصبنا بالذهول فترة طويلة,انتابتى حالة بكاء مريرة طويلة,شعرت بخوف شديد من اموت انا ايضا على هذة الغفلة التى كنا فيها,لم نكن فجارا,ولا فساقا,ولم نرتكب كبائر الا نادرا,ولكنا كنا غافلين,مثلنا كمثل اغلب الشباب الان,غافلين عن كل شىء
كان موته عبرة لنا,فلقد التزم اكثرنا بعد موته,وبدأنا نشعر ان الموت ليس منا ببعيد,وانه ليس الكبار فقط هم الذين يموتون كما كنا نظن,لقد كان موته رسالة من الله لنا,ان افيقوا...ان احذروا..ان اعتبروا
وكان هذا من رحمة الله بنا,ان ارسل الينا رسالة تحذير,وانى لارجو الله ان تكون كل اعمال من التزم بسبب هذا الموقف فى ميزانه -رحمه الله- وابدله دارا خيرا من داره,وغفر له ما كان منه من تفريط فى حق الله
ولكنى اريد ان اخاطبك ايها العاصى,ايها الغافل..ماذا تنتظر لكى تتوب؟ متى سترجع الى الله؟ لماذا انت قاسى قلبك؟
اتنتظر ان يحدث فى حياتك موقفا يغير مجراها ,وتتوب من بعده؟ من ادراك ان الله سوف يمهلك؟؟
لعل الله يقبض روحك الان..فلا تدرى نفس متى تموت..فلماذا انت مصرا على المعصية؟اتحب ان تلقى الله بمعصيتك؟
العمر لحظة,الحياة سريعة...لا تنتظر حتى تغرق فى دوامة الحياة,ثم فجأة تجد نفسك فى القبر وحدك ,دون مالك واهلك دون جاهك وسلطانك,تلهث وراء الدنيا تجمع المال لا تبالى امن حلال امن حرام,تتركه كله وتحاسب عنه كله
فما من يوم ينشق فجره الا وينادى القبر بلسان فصيح ويقول(يا ابن ادم انا بيت الوحشة,انا بيت الظلمة,انا بيت الدود..هذا ما اعددت لك فماذا اعددت لى؟)فماذا اعددت ليوم مماتك؟..يا غافلا فى شهواتك؟
لن ينفعك احد,ولن يجيرك احد..لن ينفعك الا عملك الصالح ..يقول الله جل تعالى فى الحديث القدسى (يا ابن آدم على الاعناق حملوك,وفى التراب وضعوك,ولو بقوا معك ما نفعوك,فأنا الملك اين الملوك؟) اما آن لك ان تفيق الان؟
هيا اسرع ,وبادر,وتب,ابكى,فان الله غفور رحيم,وان انين المذنبين احب الى الله من تسبيح المسبحين
كن مستعدا للموت,بل كن فى انتظاره كما كان السلف الصالح,لا تجعله يباغتك وانت فى غفلتك,تب قبل ان تلقى ربك فتبكى بكاء الحسير النادم,ولكن وقتها لن ينفعك بكائك,فهيا اغتنم دنياك لاخرتك وخذ منها ما يكفيك من الزاد حتى تصل الى الله,كن فى الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل,يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها)لا تسكن الى الدنيا ولا تطمأن اليها,فان الدنيا دار ممر,الاخرة دار مستقر,الدنيا دنيئة لا تساوى عند الله جناح بعوضة و لو كانت ذو قيمة عند الله لما اسقى الكافر منها شربة ماء,يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة,ملعون ما فيها,الا ذكر الله,وما والاه,وعالم ,او متعلم)فلا تغتر ,وتفتن بها
وافق يا اخى فمهما عشت فسوف تموت فهلا استعددت ليوم المعاد
اسألكم الدعاء لاحمد,لعل الله يقبل دعائنا ويغفر له ويتقبله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
م.ل
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان
ولا تنسوني في دعائكم