أقترب من مكتبه , وطق بقبضة يده ع المكتب بالخفيف بنغمة مميزة وهو يقول : ياهو ! ماجد ؟
تحرك ماجد بالخفيف و قلب راسه ع الجهه الثانية و همس : حبيبتي ثواني بس !
أرتسمت أبتسامة ساخرة على شفاته قبل لا يفرد كفه و يهوي به على سطح المكتب بقوة خلفت صوت دوي عنيف جداً : يــــــــــــااااااااااااااااااهو !!!!!!
أنتصب ماجد بشكل سريع جداً على الكرسي بعد ما قعد مفزوع و ثبت ويهه على صاحب هالخبطه القوية اللي طيرت لذيذ النوم
. . . كان صقر !
زميله و رفيجه و رئيسه فالقسم. .
صقر بنفس الأبتسامة لكن بشكل أعرض : ماني حبيبتك أنا , قوم فز كمل شغلك !!! وله ما كفاك الزف اللي كليته اليوم الصبح , مشتهي زفه يديدة ؟!. . . ( يطالع معصم يده ) ساعه وايد عليك كَ بريك , ( يصفق كفينه ببعض ) غسل ويهك وأرجع لشغلك ! بسوي روحي ما شفت شي . . . ( بتحذير مختلط بجديه و هو يغمز له بطريقة شبابية بحته ) بعديها لك ؛ عشان العيش و الملح بس !
غمض عيونه ماجد وهو يزفر براحة بعد ما تسند ع الكرسي و مسك يبهته ب يمينه : يا ريال !!! طيرت قلبي . . . . . ما تسوى علي غفوة !
صقر ضحك على شكل ماجد و قال : شدراني عنك , حبيبتي و ما حبيبتي ! شوي و تاخذني ب الأحضان ! . . صحصح يا حبيبي !! مب وقت غراميات اللحين . . مصير المؤسسة كلها واقف عليك ! يا التعبان !
ماجد بأحراج وهو يدلك رقبته من تحت الغترة : زين !! زين ! ها ! . . لأزم الأحراج يعني ! ( يتثاوب لا شعورياً ) جم الساعه ؟
صقر يطالع معصمه : 11 ألا ربع . . . .
ماجد بأمتعاض : شبلاه اليوم مب راضي يخلص . . نبي أنّــــــــــــام !
صقر و هو يقعد ع الكرسي المجابل المكتب : و شمسهرك أمس أن شاء الله ؟ هات أشوف ! أطربني ؟
ماجد : كابوس الله لا يوريك آياه !! ما رقدت بعده . . .
صقر بستهزاء : آفا !! اللحين هذا اللي مكسر الدنيا افلام رعب و قصص أجرامية و حالة . . ومسوي مافوقه فوق !! طار قلبه من كابوس . . ( يأشر بسبابته و الأبهام ) كابوس صغير . . ماخذى حتى 5 دقايق و يمكن أقل بعد . . عفس حالك !!!!
ماجد يرفع له حاجب : أنه يكون فلم شي . . وأنك تكون ف قلب الحدث شي ثاني !!! يا ريال شفت أشكال أعوذ بالله تخبص القلب !!! زين ما كسرت السرير البارحة من قو الفزه . . . . . .
ضحك صقر بعمق على تعبير ماجد وقال بعد ما وقف وضرب ع المكتب بخفه وهو ناوي يطلع : كمل كمل شغلك بس . . . ! وله تراك منت بصافي على ولا فلس أخر الشهر ! جاك العلم ! . . . . ( أبتلعه باب المكتب بعد ما ترك وراه كلمة ) سلام !
جاوبه ماجد ب : سلام !
وهو يرجع يتثاوب بعمق و يتمقط بتعب . . . ألقى نظرة على الساعة قبل لا يلتقط جواله و يشوف اذا وصله أتصال من موزة مرة ثانية ! لكنه ما حصل اتصال منها . .
أبتسم وهو يتذكر نبرتها لما كلمته الصبح مرعوبه
. . هز راسها بيأس منها ممتزج بحب عميق وهو يقول : خبلة !!!
≈
كان يدري أنها معصبه ؛ لكنه ما توقع ولا واحد بالمية أنه يرجع و يلاقيها تحولت لأعصار عنيف عصف به بمجرد أنه حاول بس محاولة أنه يقترب منها ف المطبخ , طالعته بحواجب معقودة : لا تلمسني ! تراني كلش مب طايقتك . . !!
ماجد بستغراب : وليش كل هذا بالله ؟ شمسوي !
موزة : لا ؟ مسوي روحك بريئ يعني ! . . لا حشى . . ما سويت شي ؟ ظالمتك !
ماجد بأنزعاج بان على ملامحه بعد ما طفش و خذى كفايته من هالموضوع و زود : وطي صوتج . . اليهال ف الصالة ! ماله داعي يوصلهم صراخج !
موزة بتنرفز أكثر : خل يوصلهم , ما أقدر . . مو مستحملة أقعد دقيقة وحدة فهلـ بيت ! رجعه لـ راعيه و خلنا ندور غيره . . أو تدري شلون ؟ . . نرجع نسكن عند أهلك وايد أحسن , كنت مرتاحة أكثر هناك !
قال بحزم وهو يحسم الموضوع : من الآخر , رجعه لبيت أهلي محنا براجعين . . و طلعه من هالبيت ماراح نطلع . . ( بستغراب وتعجب قال ) . . أنتي عبالج البيوت منثره ف الشارع و علينا بس نطب ونتخير !! . . يا ماما هالبيت ما حصلناه إلا بعد طلعة الروح ! . . . . تبيني اللحين و بساهل أفرط به ؟ . . إبي أفهم بس شصار لج ؟ شللي غيرج ! كنتي طايرة فيه إول ما شفتيه , كنتي فرحانه به أكثر مني !
موزة ببساطة : كنت ! هالكلام قبل لا أعرف عن ماضيه . . ( ب فجعه قالت وعيونها متوسعه على كبرها ) تقول لك أم غيث سنوياً يحترق ! سنويــــــــاً يا ماجد ؛ شتنطر ؟ لين ما يحترق فينا !!!
كور قبضته وضرب بها الكبت اللي بجواره بعنف وهو يقول بغضب : الله ياخذ أم غيييييييييث وطوايف أم غيث و طوايف أهل أهل أم غييييث اللي ترست راسج فوق ماهو متروس خلقه . . !! ( بضيق أمتزج مع تقاسيم ويهه كمل بتسائل ) ما راح نخلص من هالسيرة يعني !؟ كل يوم لآزم حنه و رنه ف نفس الموضوع ونفس السالفة . . ( جابها على بلاطه و قال ) . . يبه البيت مسكون فيج وبليااااج ! حتى بيت اهلي مسكون . . الشارع مسكون . . الفريج مسكون . . . ياخي الكرة الأرضية بكبرهااا مسكونها زين !!!!! . . . . ها ! . . شهلـ تخلف اللي أنتي فيه ! . . على شنو جامعيه عيل ؟ ع الطل !! . . . . كل من جا وصب ف أذنج كلمتين صدقتيه على طول !
موزة صرخت مجاراةً له بالصوت العالي وقالت تحاول تفهمه : لأني خايفة عليك . . خايفة على نفسي . . و خايفة على عيالي !! . . . ترى الموضوع مو لعبة , ليش مستهين فيه لهدرجة ؟ . . ليش مو راضي تسمع للي حولك !؟ شتنطر بالضبط ؟ تنطر لين ننضر بعدها بتتحرك ؟ بعدها بتقول ياليت وياليت !!!
فَ هالأثناء ؛ تسحب فهد لداخل المطبخ وهو يسمع صراخ أمه و أبوه ممتزج فبعضه و مشكل خليط صاخب من الأزعاج اللي شايل البيت كله
. . . . كان الخوف داب ف قلبه و قلب أخوه اللي فضل يلتزم الكنبه و يستمع بصمت ولا يقدم على الخطوة المتهورة اللي تجرأ عليها فهد
تكلم إول ما صار واقف ف المطبخ و وجه الكلام لهم : ماما . . بابا . . . أ . .
قاطعه أبوه بعصبية وهو يأمره : أنجلع أجوف الصالة مع أخوك ! . . بسررعة !!
موزة بغضب لماجد : لا تكلم الصبي بهلـ أسلوب ! لا تحط حرتك فيه !!
زئر فيها بغضب مضاعف :عيل شيلي ولدج وطسي وياه عن ويهي ! عكرتي مزاجي لسنه جدام !!!
موزة توجه الكلام لفهد بنبرة تحاول تخليها لطيفه قدر الأمكان لكنها فشلت : فهود روح الصالة , اللحين بجيب الغدى . . . ( تطالعه بعيون محمرة من كمية الدموع المتجمعه فيها بدون لا تذرفهم ) روح بابا !
طلع بعد ما ألقى نظرة حزينة على أبوه الغاضب و رجع لصالة عند أخوه
فكملت موزة بجنون بعد ما خطت بسرعة ناحية باب المطبخ وسكرته وهي توجة الكلام لزوجها الثاير : كم مرة أقول لك لا تكلم الصبي بهلـ طريقة !!! لا تصارخ عليه . . فيه القلب . . تبي تذبحه يعني . . . !
ماجد بأنفعال : أيه , طلعيني اللحين الغلطان واللي يبي لكم المضره !! وانتي الملاك اللي ما يبي إلا مصلحتنا . . . . !!
موزة تحاول تهدي روحها بعد ما تصاعدت حدة النقاش بينهم و تسببت أصواتهم بفوضى عارمة ف الجو العام للبيت أفزعت عيالهم : ماجد ماجد ماجد . . . من الآخر , يا أنا ! يا البــيـت . . . .
ماجد وهو يتعداها : مع ألف سلامة !!!! . . الباب ياسع جمل !
دفعها عن دربه وهو ينتزع باب المطبخ و يفتحه بشراسه تارك له المجال يصطدم بعنف بَ الطوفه وهو طالع من المكان بكبره , بعد ما أنسدت نفسه حتى عن الغدى ! و فضل ينام أبرك له بوايد . . . .
أما موزة , فكانت بحالة صدمة وهي تتنفس بسرعة من قو الصراخ اللي صرخته ومب مصدقة أنه فضل البيت عليها !
و تنازل عنها بهلـ سهولة لما خيرته فَ لحظة لا أراديه
ما بين البيت اللي مصر يتمسك به بيده وريوله
و ما بينها هي . . . .
معقولة البيت صار أهم منها ؟
و أغلى ف نظرة !!
لهدرجة !
≈
دخل غرفة النوم الخاصة فيه و هو واصل حدة من الغضب و يتحلطم بروحه : ينانوه . . ينانوه . . ينانوه . . ينااااااااانوه ! ماعندنا سالفة إلا هالينانووووووة . . . !. . الظاهر فاضين لج هالينانوه , بيهدون خلق الله كلهم و بيتفرغون لج و لبيتج !!! . . . أنا . . أنا الثور اللي جيتج المطبخ أراضيج , لو خااااامممد أبرك لي ! . . . لا منج ولا من الدوام , ناقص غثى أنا !
رمى جسمه ع السرير بكامل ثيابه بعد ما طفى الليت و حول الغرفة لظلام دامس . . و تكلف بس بحذف غترته وراه بدون ما يهتم وين راح تطيح بالضبط
سحب اللحاف لفوق راسه و تغطى عدل و هو يقول : تهددني يا بلفيت . . . يا أنا يا البيت . . يبا مع ألف سلامة !! . . بترجاج يعني . . . .
كان منخرط ف زوبعة غضب مخليته مب حاس ولا منتبه لظل الطويل الواقف ف زاوية الغرفة . . نابع من أرضيتها و ملامس سقفها !
ظل كان يراقبه بَ زوج من العيون الضخمه المتوهجة بحقد و كراهيه شديدة يخفيها ستار معتم أسدله ماجد بيده على جو الغرفة بشكل تام . .
كانت تراقبه ب قلب محروق . . مفطور . . مقهور . . و مفجوع !
كانت تراقبه بَ رغـبـة عارمة , بَ الأنتقــام و حسب
و تشفيت غليلها به !
أهمست بصوت خافت جداً و لكنة غير مألوفة بتاتاً : بس أنا , راح أتفرغ لك يا ماجد ! . . . . و بتشوف !
وصل لمسامع ماجد صوت غريب خمن على طول أنه صادر من المكيف لأنه كان أشبه بصوته - ف نظره - !
و ما كان يدري لحظتها ؛ أنه مصدره . . ما كان المكيف مثل ما ظن . . .
بل مصدره . . . أم محترق قلبها على ولدها !
اللي راح بطريقة جداً بشعة ؛ على يد آدمي مستهتر . . غير مبالي , وفوق هذا كله مستخف فيهم !
لا يمكن تغفر له
و لا يمكن تتركه . .
إلا بعد ما تاخذ بثار ولدها و تشفي غليلها به
تماماُ مثل ما سوتها من قبل !!!
هـَ الأدميين ؛ وحوش بَ أجساد مادية !
يتفننون بقتلهم بطرق متجردة من الرحمة !
و العذر ؛ الغفلة !!
سبق و أفجعوها بواحد . .
و جا هذا . . وكملها بالثاني !
علشان جذي ؛ راح يكون حاله حال اللي قبله
لأزم . . يذوق من نفس الكأس اللي تجرعته
و بَ مرارة مضاعفة !