الموضوع: قصة دمعة حائرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-06, 01:08 AM   #1
فهودي...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية فهودي
Post قصة دمعة حائرة

حلمت بدمعة .. تشتكي الحيرة منك والشوق إليك !
تقف خائفة بين جفون ساهرة ..
كأنها القمر في رقتها ساحرة ..
- أسألها بحنان : من أنت ؟
- تجيبني بشغف : دمعة حائرة ..
- ما قصتك ؟
- تلك القلوب .. تحلم بي .. ألبي أحلامها منتحرة ..
أخرج من هذه الجفون مُودعة وتُخرجني معتصرة ..
يعتصرها الألم وتختنق صابرة ..
ثم يتألمون فآتيهم زائرة ..
ويندمون وأكون الجائرة ..
أغرقت هذه الجفون الماطرة ..
وقررت الرحيل مسافرة ..
ولم أعلم أن في سفري مخاطرة ! ؟
فقد اجتاح طوفاني وجنتان .. علامات الارهاق عليهما ظاهرة ..
كلما زارها طوفان من هذه الجفون يكتب خاطرة ..
ربما قصة ! ؟ .. وربما حروف ناثرة ! ؟
تجذبني أشواقها .. ويُسحرني اشتياقها واجتاحها حاذرة ..
أخشى أن أمحو سطراً أو حرفاً وأنا مغادرة ..
وبعد أن كنت حلماً ومنتحرة وزائرة وجائرة ..
أصبح غادرة .. والحقيقية أني حائرة ..
بين أشواق وحب حبيب يسكنان قلباً تملأه أشواق ثائرة ..
تشتعل نار الأشواق ساخرة ..
تكوي الفؤاد وتعذب الروح الفاقرة ..
تفتقر للحنان .. تبحث عن مشاعر نادرة ..
أحاول اخماد نار الأشواق الساخرة ..
أحاول قراءة ما كتب على هذه الوجنتان من خاطرة ..
ربما قصة ! ؟ .. وربما حروف ناثرة ! ؟
والحقيقة أن من يكتبها " أنا " الدمعة الحائرة ..
أشتكي الحيرة والشوق بأحلام شاعرة ..
أعذريني أيتها السائلة ..
حان وقت المهاجرة ..
متى تناديني ألبي أشواقك الآمرة ..
وداعاً .. أو إلى اللقاء .. ولحلمك بي شاكرة ..

.. تألمت ..
تألمت لانتحار هذه الدمعة الحائرة ..
ولكن في كل مرة تنتحر .. تولد دمعة أخرى ..
تكتب قصة أو خاطرة ..
أسرتني كلماتها ..
أتألم لأجلها وعطاءها ورقتها ..
لم أصادف دمعة مثلها ..
في صدقها وروعتها ووفاءها ..
تألمت لحبها الذي سكن قلباً ..
وهذا الحبيب البعيد عنها .. ورغم ذلك تكتب مشاعرها وتُعطي هذا الحبيب ..
تألمت .. ذكرتني هذه الدمعة الحائرة بقلبي ..
الذي أعطى وما زال يُعطي المشاعر ..
هذه الدمعة تُعطي كعطاء قلبي ..
ولكن الدمعة تليها أخرى وأخرى وأخرى ..
" الدمعة بداية لبحر الدموع "
أما القلب .. يسكنه أحدهم .. يأخذه هدية .. بل يُقدم هدية ..
وتبقى الأحشاء خالية .. إلا من نبضات تستيقظ بها المشاعر ..
فلا قلب جديد .. ولا قلب بديل .. ولا قلب يُهدى ..
وتتوالى الدموع حائرة .. متألمة ..
تذكرني بهذا القلب .. قــلــبــي ..

.. ندمت ..
وعذبت دمعة بريئة ..
وأغرقت جفوناً وأهداباً في ليلة حزن ..
وقرأت حقيقة .. وقصة هذه الدمعة الحائرة البريئة ..
ندمت .. حتى الدموع لا تخلو من المشاعر ..
بل هي أصدق تعبير للمشاعر الصادقة ..
ندمت .. وما فائدة الندم ؟
هذه الدموع تنتحر بكل شموخ وبهاء .. لأنها صادقة ..
أخلصت لهذه الجفون وتركت وصيتها على وجنتي الحزن .. بينهما ثُغر اغتصبت من الابتسامة ..
ندمت .. وبعد ماذا ؟
بعد أن سألت هذه الدمعة !
بعد أن وقفت بين حيرتها وشوقها إليك !
بعد أن قررت الرحيل تاركة مشاعر وكلمات على الجفون والوجنتين ..
هنا قصة وهنا آثارها وأبطالها ..
هنا حلم وهنا ألم ..
هنا لقاء وهنا فراق ..
وهذه الدمعة فأين البسمة ؟ ..
هنا عذاب فأين الراحة ؟ ..
ندمت .. وعذبت دمعة بريئة ..
سألتها بحنان : من أنت ؟
تجيبني بشغف : دمعة حائرة ! ..
حَكَت لي قصتها وأنا أجهلها ..
قرأت حروفها وسُحرت بسحرها ..
شعرت بإخلاصها ووفاءها ..
ورغم أني نسيت كيف ابتسم ؟
إلا أني ابتسمت لها .. ابتسامة شوق وحنين ..
لأني عشقتها وأحببتها ..
وأنا أجهلها ..
وأجهل أنها .. دمــعــتــي ..
وتعلم أني من عذبها ..


  رد مع اقتباس