عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-05, 12:52 AM   #3
ملك بكبريائي...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية ملك بكبريائي

مكان الإقامه :  بعالم كله خيـــــــــانه000
غير متصل
Post

أين يراجع الذين يعانون من الوساوس؟

أغلب الذين يعانون من الوساوس يذهبون إلى طبيب باطني عام ولا يذهبون إلى طبيب أو أخصائي نفسي، الأمر الذي قد يؤخر العلاج وقد لا يعطي التشخيص الصحيح. وشريحة كبيرة من مرضى الوساوس في الدول الإسلامية يرتادون على أحسن الأحوال أماكن الرقية الشرعية وأسوأ الأحوال مواقع السحرة والمشعوذين والدجالين، الأمر الذي قد يزيد من المشكلة، إلا إذا كان الشيخ الراقي متعلماً ولديه دراية في الوساوس القهرية فقد يقوم بالرقية الشرعية ثم يوجهه للعلاج أو القراءة والوعي في هذه المسألة. وهنا بعض المختصين وغير المختصين ممكن قد يراجعهم المصابون بالوساوس:

- أخصائي الجلدية ermatologis بسبب الهرش الحاصل من الوساوس على الجلد مثلاً وأعراض الأكزيما.

- طبيب العائلة :Family Practitioner يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة.

- أخصائي سرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية Oncologist/Infectious diseases :internist فكرة متسلطة أن الشخص مصاب بالأيدز مثلاً.

- طبيب أسنان entist بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان.

- أخصائي أطفال:Pediatrician الوالدان قلقلون بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر.

- أخصائي تجميل Plastic Surgeon : مراجعة بخصوص وسوسة من الشكل أو الهيئة أو شكل عضو من الأعضاء.

- إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان.

- راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين أو حسد.

كل من ذكرناهم يأتون بالدرجة الأولى من المراجعة، وليس بينهم مختص واحد! وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً إلا بعد مضي 4-10 سنوات

هل هناك بعض المرفقات للوساوس؟

تشير الدراسات إلى أن 50-70% من الذين يصابون بالوساوس تكون بعد أحداث قلق مرتفع مثل الحمل أو مشكلة جنسية أو فقدان عزيز. بسبب أن أغلب المصابين يستطيعون إخفاء وساوسهم فإنهم في الغالب يصبرون 3 -10 سنوات قبل اللجوء إلى المساعدة تتراوح بحسب المستوى الثقافي ومستوى الوعي، فالأكثر ثقافة ووعياً مدتهم أقل والأقل وعياً قد تطول مدة تجاهلهم لطلب المساعدة.

نسبة التشافي لدى الأطباء النفسانيين هي 20-30% يتشافون تماماً، و40 -50% يتحسنون، والبقية 20 -40% يبقون مرضى وقد تسوء حالتهم. نود أن نشير إلى أن هذه النسبة خاصة بالطب النفسي وتتعلق أيضاً بنظرية أن التشافي ينطلق من الداخل فهناك نسبة كبيرة من المرضى في العمق لا يودون التحسن؛ فللمرض عندهم مكسب ثانوي آخر.

ثلث المصابين في الوساوس تظهر عندهم حالة اكتئاب، وعند تزايدها قد يكون خطر الانتحار وارداً

ما الرأي المتخصص في الرقية الشرعية؟

ينبغي أن نعرِّف أولاً الرقية الشرعية؛ وهي تلاوة شيء من كتاب الله عز وجل أو ذكر دعاء مأثور على الطالب للرقية. وفيها مسألتان الأولى بركة القرآن الكريم وكلماته الخالدة العطرة وبركة الدعاء المأثور الشريف، والثانية طاقة الشخص الراقي. وبهذه الصيغة يرى الشرع أنها جائزة وشبه اجماع على هذه المسألة فقد ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك؛ فقد رقى أصحابه آخرين وأقرهم؛ وبذلك صارت سنة تقريرية، كما جوّز أن يأخذ الشخص أجراً على ذلك، بل ويحدد قدره كما في حديث الصحابة الذين رقوا كبير قوم مقابل جُعل أي عطاء محدد وأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم ليعطي مؤشراً إلى أنه أكل حلال؛ فهو صلى الله عليه وسلم لا يأكل الحرام أو الشبهة. فمسألة الجواز تكون بشرط أن يكون من كتاب الله وسنة نبيه محسومة. غير أن العلماء اختلفوا على الوسيلة التي يعمل بها هذا العمل، فهل يجوز، مثلاً، أن يفتح شخص بيته أو داراً معينة ويدعو الناس له لتقديم الرقية ؟ وهل يجوز أن يرقي جماعياً كما هو سائد في الكنائس والمعابد البوذية؟ فهنا صار خلاف بين العلماء لأنه غير معهود في صدر الإسلام ولا في مملكاته.

أما الرقية من قبل الشخص لنفسه فمحبوبة، وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم خاصة عند المرض، وربما من قبل أهله كما فعلت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، وعند زيارة المريض لضعفه وحاجته للدعاء وطاقة الآخرين. وأما طلب الرقية من الآخرين بالصيغة التي نراها اليوم فحتى لو كانت جائزة فهي غير محببة؛ فالأولى ألا يطلب الشخص الرقية من آخرين، وفي حديث عكاشة المشهور فيمن يدخلهم الله الجنة دون حساب أنهم «لا يسترقون، أي لا يطلبون الرقية، ولا يتطيرون، أي لا يتشاءمون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون». وقد سأله عكاشه أن يسأل الله أن يكون منهم فقال: «اللهم اجعل عكاشة منهم»، فسأله آخر فقال: «سبقك بها عكاشة!» والمقصود أن من يطلب الرقية لا يمكن أن يكون ممن يدخلهم الله الجنة دون حساب وفيه وهم مع المتشائمين والمكتوين والذين لا يحسنون التوكل على الله؛ فقد جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في مقام واحد. فكأن الرأي الشرعي يقول إن استطعت ألا تطلب الرقية فلا تطلبها. وأما أن ترقي نفسك فلا بأس فنص الحديث لم يقل «لا يرقون» بل «لا يسترقون» أي لا يطلبون الرقية.

وينبغي على مقدم الرقية ألا يشخص أبداً فقد يوقع نفسه في أثم عظيم ويجر الناس في ويلات تشخيصه؛ فلا شخص ينزل عليه الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم السحر والعين والحسد، وهي أمور خفية. وعليه فقط أن يقرأ شيئاً من القرآن أو دعاء من حديث ويحسن الظن بأن بركة هذا الكلام ستؤثر في هذا الشخص الطالب للرقية. وكل تشخيص جهل، وما أكثر من تضرر من زيارة دور الرقية، وفي العيادات النفسية عشرات بل مئات المتضريين بفكرة الشيطان التي زرعها في نفوس الناس من المس والقدرة على اللعب بالناس والتحكم فيهم كريموت كونترول. وكل من قال لشخص أنك ممسوس فقد زعم أمراً عظيماً.



--------------------------------------------------------------------------------
  رد مع اقتباس