زاوية صـغيرة .. لا يـأتـي هـدوؤهـا من ظــلام .. ولا من عــزلة ..
وإنما يفـيض من حيـاد أبيـض يملؤهـا .. يتقاطـر من جدرانهـا في الصباحـات الباردة ..
طلبت أن يكون اسمها .: هــــدوء :. .. واحترت فيما سـأفتتحهـا به .. دائمــاً البدايـات معضـلة ..
فإذا انزلقت الحـروف الأولـى .. من يسـكتنا بعدها ؟!...
زاوية أخـاطب منها أرواحـاً تشـاطرني ألـوان الحيـاة .. لم أحلم بهذا يوما .. لا لـزحمة المواقـع في صـحف بلادنا العربيه .. لكن لصـعوبة تحقيق شـرط الكتابة عنـدي .. أن أكتب بلا شروط .. ذلك هو السـقف الـذي لا يتوفر إلا مصحوبـاً بالمجانية ..
أن أكتب بضـمير وأحتـرم وعـي القـاريء المفتـرض .. حتـى لو كـان واحـداً من كـل ألـف .. ولـم ولـن يتـاح لنا هـذا فـي وسـط تلك الصـحف التـي لا تضبطـها أي قـوانين باســتثناء قــانون الفوضـى ..
صحـافة لا تقوم على الدراسة والتخصص .. أو على الأقل الخبـرة والتجـربة ..
صحافة يحكمها الانتـاج لا التلقـي .. أما قــواعد المهنـة وهيبـة الكلمــة فليست سـوى شـعارات فـارغـة فـي رهـان صــوتي كبير معيـار الفــوز فيه : خـذوهم بالصـوت ..!!
لهـذا لم أكـن أحـلم ( بمشـروع حــوار واعـي ) .. ليس لأن صحـافتنا تشـترط شيئا غير ( الفذلكـة اللغوية ) .. أو أنها تعرف من أصـول الكتابة الجمـاهيرية غير قاعـدة الإثـارة ولو على حسـاب المصـداقية ..
هنــا قبل أن يجتـاح قلمي الجفــاف .. وتأخذنـي رهبة البـداية .. متى ؟ ...
حين تـأملت قـارئي المفتـرض في منتــدياتنا .. فهـو قـاريءً علـى مسـتوى من الجـدية والوعـي.. ينبيء عنهمـا مـا تسـير فيه الأقســام من تطـور حثيث ومطـرد .. فـي مـوادهـا وإخـراجهـا .. وفي الوســط التفـاعلي المميز بينـهم..
أسابيع أفكر فيما أتعاطـاه في وسـطٍ بهذا المسـتوى من الوعـي والعمـق ... اهتديت إلـى أن أكـون أنـا .. وأن ألتزم بـأن أطمـح دائما معكم لأن أكـون في مستوى هذا الوسـط الجميل ..
ليكن أول لقاء لنا مصـافحة سـريعة .. نعبـر فيها عن غبطتنـا بإجتمـاعنـا .. وعن حريــتنا في الكتــابه بـعيداً عن أعـين الصــحافه ..
وعن حـلمي بـأن أكــون بكـم أجمــل ..
وطموحي بـأن أصـقل قلمي على أعينكم الفـاحصـة ..
ســفراء لمنابر الوعـي في وطـننا العربـي من كـل زوايــاه ..
أليس هذا كـافيـاً ليعقد سـنان قلمي في لقـائنـا الأول ؟!!
للجــادين في المحــاورة الســاخنه على حـسب النوعيـة ستكـونا ردودنــا ...
ولكن هـل سيـكون هنــاك لقـاء ؟؟
هل سيكون هنـاك حــوار !!
المنطـق يقــول أننـا نواجه فئــتان الآولى ( يهمـا الضـحك ) وقلب الآمــور الـجدية إلى ( ثــرثـرة كــلام ) ..
بينمــا الفـئه الآخــرى ( خــائفـه ) تمـلك الكـثير من التمـييز .. لاكنهـا تصـر على نــوم أقــلامهـا إلى حــين ..
وحال لســانها يقـول :
( ياسـيدي يفـرجها ربـك ) .. لأ .. مهمـا كـان نوع الفـرج إن لم تكـون بـه لحـوح لأن تـذوق له نكـهه !!
هنـا لا يـوجد أي تـقيد في الطــرح .. ولا يـوجد أي مقـومـات على أسـسـهها تكـون الردود ..
فقـط الحــريه .. في التـلقي والإرســال ..
لا تكـن ممـن .. يقــرأون ثـم يـهربون .. لا تســمح للكسـل أن يسـيطر عليـك بـه تؤجـل وتـعلق كـافة الأمــور ..
والأهــم من هــذا كــله .. لا تـكن من ( الفـئه الخـائفه ) وأن تســجل حــضورك هنــا بـ :
مــوضوع جــميل يـعطيك العــافيه ..
عـآشق فكرها..