عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-07, 07:46 AM   #1
العسلي...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية العسلي
افتراضي .....مجنون ليلى ..(5)............

جبل التوباد:-
كان المجنون وليلى وهما صبيان يرعيان غنما لأهلهما عند جبل في بلادهما يقال له التوباد ، فلما ذهب عقله وتوحش ، كان يجيء إلى ذلك الجبل فيقيم به ،فإذا تذكر أيام كان يطيف هو وليلى به جزع جزعاً شديداً واستوحش فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشام ، فإذا ثاب عقله رأى بلداً لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم : بأبي أنتم ، أين التوباد من أرض بني عامر ؟ فيقال له : وأين أنت من أرض بني عامر ! أنت بالشام عليك بنجم كذا فاتبعه ، فيمضي على وجهه نحو ذك النجم حتى يقع بأرض اليمن ، فيرى بلاداً ينكرها وقوما لا بعرفهم فيسألهم عن التوباد وأرض بني عامر ، فيقولون : وأين أنت من أرض بني عامر ! عليك بنجم كذا وكذا فاتبعه فلا يزال كذلك حتى يقع على التوباد ، فأذا رآه قال في ذلك .......

وأجهشت (1) للتوباد حين رأيته ........ و كبر للرحمن حين رآني
و أذرفت دمع العين لما عرفته ........ و نادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له قد كان حولك جيرةُ ........ وعهدي بذلك الصرم منذ زمن
فقال مضوا واستودعوني بلادهم ........ و من ذا الذي يبقى على الحدثان
و إني لأبكي اليوم من حذري غداً ........ فراقك والحيان مجتمعان
سجالا وتهتاناً (2) ووبلا وديمةً ........ وسحا وتساجما (3) إلى هملان (4)

(1) تهيأت للبكاء
(2) الانصباب
(3) الانصباب
(4) ذرف العين للدموع



ذهابه للحج :-

وما ان سمع قولها ذاك، حتى أغمي عليه، ولم يستفق حتى دلقوا على وجهه الماء، فراح لأهلها يخطبها، وساق خمسين ناقة مهرا لها، لكن العرب لم تكن تزوج العشاق، او تقبل اتفاق القلوب من خلف ظهر القوم والقبيلة.
وتزوجت ليلى من ورد بن محمد العقيلي، الذي دفع عشرا من الإبل مهرا لها. وذهب الزواج بعقل قيس بن الملوح، الذي جن، فاخذ يمزق ثيابه ويلعب بالتراب. وتمادى فأصبح يستوحش من الناس ويأنس للوحوش إلى أن طال شعره وألفته الظباء والوحوش فكانت لا تنفر منه، حتى أن القوم نصحوا والده بان يذهب به الى الكعبة في أيام الموسم عند العرب، ويتعلق بأستارها ويقول: «اللهم ارحمني من حب ليلي»، فما كان من قيس إلا أن طاف بالكعبة وتعلق بأستارها وقال: «اللهم زدني لليلى حبا إلى حبها وبها كلفا ولا تنسني ذكرها أبدا، وأرني وجهها في خير وعافية»، فأنزله والده وضربه.
ونظم هذه الأبيات بعدها:



ذكرتك والحجيج له ضجيج ........ بمكة والقلوب لها وجيب
فقلت ونحن في بلد حرام ........ به لله أخلصت القلوب
أتوب إليك يا رحمن مما........ عملت فقد تظاهرت الذنوب
وأما من هوى ليلى وتركي ........ زيارتها، فأني لا أتوب
وكيف وعندها قلبي رهين ........ أتوب إليك منها أو أنيب



وهام بعدها قيس في الصحراء حتى وصل الى حدود الشام، واخذ بسؤال من حوله عن نجد، فيردوا عليه وأين أنت من نجد؟ ولقد شارفت الشام!
وظل هائما حتى عرض عليه بعض العربان أن يأخذونه في طريقهم إلى دياره التي يبحث عنها.
ويحكى انه وقف عند زوج ليلى بعد وصوله إلى مضارب قبيلته وأنشد يقول:


بربك هل ضممت إليك ليلى ........ قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى ........ رفيف الأقحوانة في نداها

وقصد قيس بقرون ليلى ضفائرها، فقال زوجها: فإذا حلفتني، فنعم.
فأطبق قيس على زوج ليلى بقبضتيه، وكاد ان يودي بحياته ولم يتركه حتى عض على شفته. ويذكر بعض المؤرخين أن قيس حمل جمرتين براحتي يديه فأسقطتا لحم ذقن زوج ليلى بعد أن خر مغشيا عليه.

  رد مع اقتباس