وقوفه على منازل
ليلى :-
لما منع أبو
ليلى المجنون وعشيرته من تزويجها بها . كان لا يزال يغشى بيوتهم ويهجم عليهم فشكوه إلى السلطان فأهدر دمه لهم ، فأخبروه بذلك فلم يخف وقال : الموت أروح لي فليتهم قتلوني ، فلما علموا بذلك وعرفوا أنه لا يزال يطلب غرَةً منهم حتى إذا تفرقوا دخل دورهم ، فارتحلوا عنها وأبعدوا ،جاء المجنون عشيَة فأشرف على دورهم فإذا هي مهنم خالية ، فقصد منزل
ليلى الذي كان بتها فيه ، فألصق صدره به وجعل يمرغ خديه على ترابه ، ثم أنشأ يقول ....
أيا حرجات (1) الحي حيث تحملوا ..... بذي سلم(2) لا اجادكن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى .... بلين بلى لم تبلهن ربوع
ندمت على ما كان مني ندامة .... كما بندم المغبون حين يبيع
فقدتك من نفس شعاع(3) فإنني .... نهيتك عن هذا وأنتِ جميع(4)
فقربت لي غير القريب وأشرفت(5) .... إليك ثنايا (4) ما لهن طلوع
(1)الشجرة التي تكون بين الأشجار لا تصل إليها الأكلة وهي ما رعى من المال
(2) موضع بالحجاز
(3) نفس شعاع إذا انتشر رأيها فلم تتجه لأمر جزم
(4) ضد المتفرق
(5) ظهرت واتفعت
(6)جمع ثنيه وهي المرقى الصعب في الجبل . يريد بذلك أن الوصول إلى
ليلى لا يستطيعه ....
وأيضا كان للمجنون ابنا عم يأتيانه فيحدثانه ويسليانه ويؤانسانه ، فوقف عليها يوما وهم جالسان ، فقالا له : يا أبا المهدي ألا جلس ؟ قال: لا ، بل أمضي إلى منزل
ليلى فأترسمه وأرى آثارها فيه ، فأشفي بعض ما في صدري بها ، فقالا له: فنحن معك ، فقال: إذا فعلتما أكرمتما وأحسنتما ، فقاما معه حتى أتى دار
ليلى ، فوقف بها طويلا يتتبع آثارها ويبكي في موضع وموضع منها يبكي ، ثم قال ........
يا صاحبي ألما بي بمنزلة ........ قد مر حين عليها أيما حين
إني أرى رجعات الحب تقتلني ........ وكان في بدئها ما كان يكفيني
لا خير في الحب ليست فيه قارعة ........ كأن صاحبها في نزع موتون(1)
إن قال عذاله مهلا فلان لهم ........ قال الهوى غير هذا القول يعنيني
ألقى من اليأس تارات ........ قال الهوى غير هذا القول يعنيني
ألقى من اليأس تارات فتقتلني ........ وللرجاء بشاشات فتحييني
(1) المضروب على الوتين وهو عرق معلق بنياط القلب ......
... بعض أبيات المجنون...
ذكرك بالفؤاد
يا من شغلتُ بهجره ووصاله ........ همم المنى ونسيت يوم ميعادي
والله ما التقت الجفون بنظرة ........ إلا وذكرك خاطر بفؤادي
حب لايشبه الحب
وأحببتها حباً يقر بعينها ........ وحبي إذا أحببت لا يشبه حبا
ولو تفلت ف الحر والبحر مالح ........ لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا
.....تمام الحج....
إذا الحجاج لم يقفوا بليلى ........ فلست أرى لحجهم تماما
تمام الحج أن تقف المطايا ........ على
ليلى وتقريها السلام