عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-06, 03:52 PM   #22
روح الورد...
منتديآت لمني بشوق
 
الصورة الرمزية روح الورد

مكان الإقامه :  جـــــــــــــــــده
هواياتي :  الرسم .. القراءه والاطلاع
غير متصل
افتراضي رد: ¨°o.O (مواضيـــع عجبتـــني) O.o°"

بعيدا عن الغلو.. حصة في الحوار الفكري

المصدر : شهر زاد عبدالرزاق عبدالله -جدة


لاننا بشر فان حياتنا نصفها عقل ونصفها عواطف ومشاعر... ولأننا بشر نجد انفسنا تلقائيا متحيزين مع شيء او متحيزين ضد أي شيء. واليوم جميعا (آباء وامهات.. مربين ومفكرين ومسؤولين) نتساءل ما السبب في انجراف البعض من الابناء والازواج بسهولة في طريق الهاوية وتعطيل العقل والفكر والمشاعر الانسانية? والوقوع في فخ التعصب والتحيز الاعمى لحد الارهاب? فالارهاب لا يعني فقط الاخلال بالأمن واللجوء للقتل والتخريب, بل الارهاب يعني ايضا العصيان الوجداني والانحراف الاخلاقي. ولهذا عدة اسباب.. اولها وبرأيي المتواضع كأم ومربية.
اولا: البيئة الاجتماعية العائلية غير السليمة التي تؤثر سلبا على نفسية وعقلية الابن, كالتفكك العائلي والعنف الاسري.. نتيجة غياب احد الوالدين. والافتقار للحوار الاسري الذي يؤدي لفقدان حلقة الصلة والروابط العائلية.
ثانيا: البيئة التعليمية التي تعني التربية والتعليم والتربية قبل التعليم.. فالابن الذي يفتقد الرعاية المنزلية ممكن تعويضه هذه الرعاية في البيئة المدرسية وذلك يتم بتهيئة واعداد المربي والمعلم الافضل الذي يستطيع تأدية عمله بكفاءة وثقة والاحتفاظ باتزانه ووسطيته في خضم هذا الضجيج الاعلامي والمادي. ومن الضروري وجود حصة للحوار الفكري والادبي بين المربي والطالب.
ثالثا: المجتمع بمفكريه ومسؤوليه, فللمجتمع الدور الكبير في تنشئة الفرد وصقله ووضعه على الطريق السليم الخالي من الاذى, قال صلى الله عليه وسلم: (اماطة الاذى عن الطريق صدقة) والذى لا يعني الاذى الجسدي فقط, بل هو ايضا الاذى الفكري والاخلاقي.. فأبناؤنا اليوم يشاهدون ويتعايشون مع مواقف واتجاهات في غاية التناقض من جانب عالم الكبار.. بحيث يفقد البعض من الابناء القدرة على الاختيار والاتزان والانضباط وبسهولة يقع في فخ الانحلال واللامبالاة او في فخ التعصب والتحيز... ولا احد يتخيل مدى الارهاق النفسي والقلق الذي يعتري الابناء في هذه المرحلة, بحيث يصبح الشخص مليئاً بالتعصب والكره وينتهي به الامر الى ان يفقد الثقة بالنفس ويفقد الآخرون ثقتهم به. اننا نحن الكبار ننسى ان الكلمات المتعصبة التي تصل لآذان ابنائنا, تكون على السنتا نوعا من السموم التي نقتل بها ثقة الابن بنفسه ونفقده القدرة على التفكير المتزن. فلا ننسى ابدا ان الانحلال الاخلاقي والتعصب والارهاب ينتشر بسرعة بين الجهلة والفاقدين الثقة بالنفس.. فلنتكاتف جميعا عائليا ومدرسيا واجتماعيا للأخذ بيد الابناء ومساعدتهم لاختيار الطريق الصحيح الخالي من الشوائب والغلو.
  رد مع اقتباس